ﺻﻞّ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻬﺪﻯ *** ﻭﺍﺳﺘﺒﺸﺮﺕ ﺑﻖSadﻙ ﺍﻷﻳﺎﻡُ
ﻫﺘﻔﺖ ﻟﻚ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻣﻦ ﺃﺷﻮﺍﻗﻬﺎ *** ﻭﺍﺯﻳﻨــﺖ ﺑﺤﺪﻳﺜﻚ ﺍﻷﻗﻼﻡُ
ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﻤَّﻰ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻋﻢّ
، ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻫﻠَّﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺴﻮﺍﻛﺐ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ .
ﻭﻛﻨﺖ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺷﺘﺪّ ﺑﻲ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﺠﻮﻯ *** ﻭﻛﺎﺩﺕ ﻋُﺮﻯ ﺍﻟﺼﺒﺮ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺗﻔﺼﻢُ
ﺃُﻋﻠِّﻞ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺘﻼﻗﻲ ﻭﻗﺮﺑــــﻪ *** ﻭﺃﻭﻫﻤــﻬﺎ
ﻟﻜﻨّــــﻬﺎ ﺗﺘﻮﻫﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻏﺎﺭ ﺣﺮﺍﺀ ، ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﻐﺮﺍﺀ ، ﻭﺍﻟﻤﻠﺔ
ﺍﻟﺴﻤﺤﺎﺀ ، ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ ﻭﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ، ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩ ،
ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﺩ ، ﻭﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺩ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻐﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺘﺤﺠﻴﻞ ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻳﺪ ﺑﺠﺒﺮﻳﻞ ، ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺻﻔﻮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻴﺎﺀ ، ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ
، ﻭﻗﺪﻭﺓ ﺍﻟﻤﻔﻠﺤﻴﻦ ( ﻭَﻣَﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺇِﻻ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﻟِﻠْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ) .
ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﺷﻴّﻘﺎﺕ ﻇِﻤـــﺎﺀُ *** ﻭﺍﻟﻔﻀــﺎ ﻭﺍﻟﻨﺠﻮﻡ
ﻭﺍﻷﺿﻮﺍﺀُ
ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻬﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠَﻢ ﺍﻟﻬــــﺎ *** ﺩﻱ ﻭﺷـﻮﻕ ﻟﺬﺍﺗــﻪ
ﻭﺍﺣﺘﻔـﺎﺀُ
ﺗﻨﻈﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﺣﻪ ﺍﻷﺷﻌﺎﺭ ، ﻭﺗﺪﺑﺞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ،
ﻭﺗﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻭﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ، ﺛﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﻨـﺰﺍً ﻣﺤﻔﻮﻇﺎً ﻻ ﻳﻮﻓّﻴﻪ ﺣﻘﻪ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ، ﻭﻋﻠﻤﺎً ﺷﺎﻣﺨﺎً ﻻ ﺗﻨﺼﻔﻪ ﺍﻷﻗﻼﻡ ، ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ،
ﻭﺑﺤﺜﻨﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ، ﺑﻜﻞ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺎﻃﺮ ، ﻭﺟﺎﺵ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ،
ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻮﺩﺍﺩ ، ﻭﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ، ﻭﺃﻏﻔﻠﺖ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻏﻤﻮﻣﻬﺎ ، ﻭﺳﺒﺢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ
ﺍﻟﺤﺐ ، ﻭﻃﺎﻑ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻜﻌﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮﺏ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻟﻜﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻗﺒﺔ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻟﻠﺨﺼﺎﻝ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ، ﻭﻫﻮ ﺫﺭﻭﺓ ﺳﻨﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻟﻜﻞ ﺧﻼﻝ ﺟﻠﻴﻠﺔ .
ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﺍﻷﺭﻳﺐ ﻭﺍﻟﻨﺠﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻨﻪ
ﺗﺰﺍﺣﻤﺖ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ، ﻭﺗﺴﺎﺑﻘﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ .
ﺻﻞّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻣﺎ ﺃﺣﻼﻩ ، ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﺟﻪ
ﻣﺎ ﺃﺑﻬﺎﻩ ، ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻷﺳﻮﺓ ﻣﺎ ﺃﻛﻤﻠﻪ ﻭﺃﻋﻼﻩ ، ﻋﻠَّﻢَ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﻓﻲ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﺎﺋﻤﺔ ، ﻭﺃﺭﺷﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻋﺎﺋﻤﺔ ، ﻭﻗﺎﺩﻫﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺩﻳﺎﺟﻴﺮ ﺍﻟﺰﻭﺭ ﻗﺎﺋﻤﺔ .
ﻭﺷﺐَّ ﻃﻔﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ ﻣﺘﺸﺤﺎً *** ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻣﺘﺰﺭﺍً ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻓﻲ ﻛﻔﻪ ﺷﻌﻠﺔ ﺗﻬﺪﻱ ﻭﻓﻲ ﺩﻣـــﻪ *** ﻋﻘﻴﺪﺓ ﺗﺘﺤـــﺪﻯ ﻛﻞ ﺟﺒﺎﺭِ
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ، ﻭﻓﻲ ﺣﻀﻴﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺳﺤﻴﻖ ،
ﻓﺒﻌﺜﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ، ﻭﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻦ ، ﻓﺄﻗﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ ،
ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﻓﺮﻕ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ، ﻭﺣﻄﻤﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺼﻠﺒﺎﻥ ، ﻟﻸﻣﻢ
ﺭﻣﻮﺯ ﻳﺨﻄﺌﻮﻥ ﻭﻳﺼﻴﺒﻮﻥ ، ﻭﻳﺴﺪّﺩﻭﻥ ﻭﻳﻐﻠﻄﻮﻥ ، ﻟﻜﻦ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺻﻞّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ
ﺍﻟﺰﻟﻞ ، ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ ، ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ ، ﻋﺼﻢ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻎ ﻭﺍﻟﻬﻮﻯ ، ﻓﻤﺎ ﺿﻞ
ﺃﺑﺪﺍً ﻭﻣﺎ ﻏﻮﻯ ، (ﺇﻥْ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺣﻲ ﻳﻮﺣﻰ) .
ﻟﻠﺸﻌﻮﺏ ﻗﺎﺩﺍﺕ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻤﻌﺼﻮﻣﻴﻦ ، ﻭﻟﻬﻢ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﻟﻜﻨﻬﻢ
ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺒﻮﺓ ﻣﻮﺳﻮﻣﻴﻦ ، ﺃﻣﺎ ﻗﺎﺋﺪﻧﺎ ﻭﺳﻴﺪﻧﺎ ﻓﻤﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ، ﻣﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ
ﻭﺍﻷﻟﻄﺎﻑ .
ﻗﺼﺎﺭﻯ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺳﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺼﻮﺭ ﻣﺸﻴﺪﺓ ، ﻭﻋﺴﺎﻛﺮ ﺗﺮﻓﻊ
ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻣﺆﻳﺪﺓ، ﻭﺧﻴﻮﻝ ﻣﺴﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻬﻢ ﻣﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻗﻨﺎﻃﻴﺮ ﻣﻘﻨﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﺰﺍﺋﻨﻬﻢ ﻣﺨﻠﺪﺓ ،
ﻭﺧﺪﻡ ﻓﻲ ﺭﺍﺣﺘﻬﻢ ﻣﻌﺒﺪﺓ.
ﺃﻣﺎ ﻣﺤﻤّﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻝVery Happy ﻓﻐﺎﻳﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﻪ ، ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ
ﻣﺮﻏﻮﺑﻪ ، ﺃﻥ ﻳُﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻳُﺸﺮﻙ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﺪ ، ﻷﻧﻪ ﻓﺮﺩ ﺻﻤﺪ (ﻟﻢ ﻳﻠﺪ ﻭﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ، ﻭﻟﻢ
ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻛﻔﻮﺍً ﺃﺣﺪ) .
ﻳﺴﻜﻦ ﺑﻴﺘﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻴﻦ ، ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻳﺠﺘﺎﺣﻮﻥ ﻗﺼﻮﺭ ﻛﺴﺮﻯ ﻭﻗﻴﺼﺮ
ﻓﺎﺗﺤﻴﻦ ، ﻳﻠﺒﺲ ﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﻤﺮﻗﻮﻉ ، ﻭﻳﺮﺑﻂ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻨﻪ ﺣﺠﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ ، ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺋﻦ ﺗُﻔﺘَﺢ
ﺑﺪﻋﻮﺗﻪ ، ﻭﺍﻟﺨﺰﺍﺋﻦ ﺗُﻘﺴﻢ ﻷﻣﺘﻪ .
ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻳﻮﻡ ﻣﺒﻌﺚ ﺃﺣـــﻤﺪٍ *** ﻧﻈﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﻟــﻬﺎ ﻓﺒﺪّﻝ
ﺣﺎﻟﻬﺎ
ﺑﻞ ﻛﺮَّﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﻦ *** ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺮﻳــﺔ ﻧﺠﻤﻬﺎ
ﻭﻫﻼﻟﻬﺎ
ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻤﺮﻗﻊ ﻭﻫﻮ ﻗﺎﺋـــﺪ ﺃﻣﺔٍ *** ﺟﺒﺖ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﻭﻛﺴَّﺮﺕ ﺃﻏﻼﻟﻬﺎ
ﻟﻤﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻤﺸﻲ ﻧـــﺤﻮﻩ *** ﻻ ﺗﺒﺘـﻐﻲ ﺇﻻ ﺭﺿﺎﻩ ﺳﻌﻰ
ﻟﻬﺎ
ﻣﺎﺫﺍ ﺃﻗﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ؟ ﻫﻞ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﺒﺪﺭ ﺣﻴﻴﺖ ﻳﺎ ﻗﻤﺮ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ؟ ﺃﻡ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺃﻫﻼً ﻳﺎ ﻛﺎﺷﻔﺔ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺀ ، ﺃﻡ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﺴﺤﺎﺏ ﺳَﻠِﻤﺖَ ﻳﺎ ﺣﺎﻣﻞ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ؟
ﺍﺳﻠﻚ ﻣﻌﻪ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﺳﻠﻚ ، ﻓﺈﻥ ﺳﻨﺘﻪ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ ﻣﻦ ﺭﻛﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺠﺎ
ﻭﻣﻦ ﺗﺨﻠﻒ ﻋﻨﻬﺎ ﻫﻠﻚ ، ﻧﺰﻝ ﺑﺰُّ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﺭ ﺣﺮﺍﺀ ، ﻭﺑﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﻓﺼﻞ ﻓﻲ ﺑﺪﺭ
، ﻓﻠﺒﺴﻪ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻴﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻟﺒﺲ ، ﻭﻳﺎ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻌﻪ ﻓﺘﻌﺲ ﻭﺍﻧﺘﻜﺲ ، ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻧﻬﺮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻓﻼ ﺗﺸﺮﺏ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻣﺴﻮَّﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺘﻪ ﻓﻼ ﺗﺮﻛﺐ ،
ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺭﺑﺎﺡ ﺻﺎﺭ ﺑﺎﺗِّﺒﺎﻋﻪ ﺳﻴﺪﺍً ﺑﻼ ﻧﺴﺐ ، ﻭﻣﺎﺟﺪﺍً ﺑﻼ ﺣﺴﺐ ، ﻭﻏﻨﻴّﺎً ﺑﻼ ﻓﻀﺔ
ﻭﻻ ﺫﻫﺐ ، ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ﻋﻤﻪ ﻟﻤﺎ ﻋﺼﺎﻩ ﺧﺴﺮ ﻭﺗﺐَّ ، (ﺳﻴﺼﻠﻰ ﻧﺎﺭﺍً ﺫﺍﺕ ﻟﻬﺐ) .
ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻭﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﺇﻥ ﺫﻛﺮﻭﺍ *** ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻛﺮﻙ ﺃﺳﻤﺎﻝ ﻋﻠﻰ
ﻗﺰﻡ
ﻫﻢ ﻧـﻤَّﻘﻮﺍ ﻟﻮﺣﺔ ﺑﺎﻟـﺮِّﻕِ ﻫﺎﺋﻤـﺔ *** ﻭﺃﻧﺖ ﻟﻮﺣﻚ ﻣﺤﻔﻮﻅ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻢِ
ﻭﺇﻧﻚ ﻟﺘﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺮﺍﻁ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧُﻠُﻖ ﻋﻈﻴﻢ ،
ﻭﺇﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﻗﻮﻳﻢ ، ﻣﺎ ﺿﻞَّ ، ﻭﻣﺎ ﺯﻝَّ ، ﻭﻣﺎ ﺫﻝَّ ، ﻭﻣﺎ ﻏﻞَّ ، ﻭﻣﺎ ﻣﻞَّ ، ﻭﻣﺎ
ﻛﻞَّ ، ﻓﻤﺎ ﺿﻞَّ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺎﺩﻳﻪ، ﻭﺟﺒﺮﻳﻞ ﻳﻜﻠﻤﻪ ﻭﻳﻨﺎﺩﻳﻪ ، ﻭﻣﺎ ﺯﻝّ ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺗﺮﻋﺎﻩ
، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻳﺪﻩ ﻭﻫﺪﺍﻩ ، ﻭﻣﺎ ﺫﻝّ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺣﻠﻴﻔﻪ ، ﻭﺍﻟﻔﻮﺯ ﺭﺩﻳﻔﻪ ، ﻭﻣﺎ ﻏﻞّ ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ
ﺃﻣﺎﻧﺔ ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ ، ﻭﺩﻳﺎﻧﺔ، ﻭﻣﺎ ﻣﻞّ ﻷﻧﻪ ﺃُﻋﻄﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻭﺷُﺮﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﺼﺪﺭ ، ﻭﻣﺎ ﻛﻞّ
ﻷﻥ ﻟﻪ ﻋﺰﻳﻤﺔ ، ﻭﻫﻤﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ، ﻭﻧﻔﺴﺎً ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ .
ﺻﻞّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ ، ﻭﺃﺭﻓﻊ ﺫﻛﺮﻩ ،
ﻭﺃﻋﻈﻢ ﻗﺪﺭﻩ ، ﻭﺃﻧﻔﺬ ﺃﻣﺮﻩ ، ﻭﺃﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﻪ ، ﻭﺃﺭﺑﺢ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻋﺮﻓﻪ ، ﻣﻊ ﺳﻌﺔ
ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ، ﻭﻋِﻈَﻢ ﺍﻵﻧﺎﺀ ، ﻭﻛﺮﻡ ﺍﻵﺑﺎﺀ ، ﻓﻬﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻤﻤﺠﺪ ، ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﺤﺘﺪ ، ﺳﺨﻲ ﺍﻟﻴﺪ
، ﻛﺄﻥ ﺍﻷﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺭﻳﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ ، ﻭﺃﻧﺴﺖ ﺑﻘﺮﺑﻪ ، ﻓﻤﺎ ﺗﻨﻌﻘﺪ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺩﻩ
ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺍﺭﺓ ﻧﻮﺭﻩ ﻭﻧﺴﻴﻤــــﻪ *** ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺨﺰﺍﻣﻰ ﻓﻲ ﺍﺧﻀﺮﺍﺭ
ﺍﻵﺱِ
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﺎﺝ ﻣﺤﺒﺔ ﻣﻦ ﺭﺑـــﻪ *** ﻣﺎ ﺻﻴﻎ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻣﺎﺱِ
ﺇﻥ ﻟﻠﻔﻄﺮ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ، ﺣﺒﺎً ﻟﻤﻨﻬﺎﺟﻪ ،
ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻟﺴﻠﻮﻙ ﻓﺠﺎﺟﻪ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺪﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﺗﺒﻊ ﺭﺿﻮﺍﻧﻪ
ﺳُﺒُﻞ ﺍﻝVery Happy .
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻋﻠَّﻢ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻛﺮ ، ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺸﻜﺮ ،
ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﻬﺮ ، ﻭﻋﻠَّﻢ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ، ﻭﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ، ﻭﺣﺒﺐ
ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻴﺶ ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ ، ﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮ ، ﻷﻧﻪ ﻋﺎﺵ ﻓﻘﻴﺮﺍ ، ﻭﺻﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻷﻧﻪ
ﻣﻠﻚ ﻣﻠﻜﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍ ، ﺑُﻌﺚ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﻭﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ، ﻭﻋﻠّﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ، ﻭﻫﺪﻯ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ، ﺍﺭﺗﻘﻰ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﺑﻠﻎ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ، ﻭﺻﻌﺪ ﻓﻲ ﺳُﻠّﻢ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺣﺘﻰ ﺣﺎﺯ
ﻛﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ .
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﺼﺮ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ
ﻳﺎﻣﻦ ﺃﺩﺑﺮ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺬﺭ ﻭﺃﻋﺬﺭ ، ﻭﺑﺸﺮ ﻭﺣﺬﺭ ، ﻭﺳﻬﻞ ﻭﻳﺴﺮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻃﺮﻳﻖ ، ﻓﺄﺑﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﺼﺪﻳﻖ ، ﻣﻦ ﻃﻼﺑﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﻌﺚ
ﻣﺘﺮﺍﻛﻤﺎً ﻛﺎﻟﺴﺤﺎﺏ ، ﻓﺰﺣﺰﺣﻪ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ، ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻰ ﻋﺜﻤﺎﻥ
ﺫﺍ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﻦ ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﻌﺘﻴﻦ ، ﻭﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻕ ﺑﻜﻞ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ ، ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ
ﺣﻴﺪﺭﺓ ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺮ ﻋﻔﺮّﻩ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺭﺏ ﻧﺤﺮﻩ ، ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺀ ﻟﻠﺒﺎﻃﻞ ﻛﺴﺮﻩ ، ﻛﺄﻥ
ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺣُﻤُﺮٌ ﻣﺴﺘﻨﻔﺮﺓ ، ﻓﺮَّﺕ ﻣﻦ ﻗﺴﻮﺭﻩ .